أن الابتلاءات منها ما هو كبير ومنها ما هو
صغير، إلا أن من رحمة الله وفضله أنه لا يبتلى العبد بابتلاء فوق طاقته
وإيمانه، وإنما نصت السنة على أن الإنسان يبتلى على قدر إيمانه، فمن قوي
إيمانه اشتد بلاؤه ومن ضعف إيمانه خف بلاؤه، وهناك نقطة أخرى لا ينبغي أن
نتغافل عنها ألا وهي أن الابتلاء من أعظم علامات محبة الله لعبده، وهذا ما
نطقت به السنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله قومًا ابتلاهم
فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).. وسيرة الأنبياء والرسل أصدق برهان
على ذلك، فالابتلاء من أعظم علامات محبة المولى لعبده.
وأما عن أثر البلاء على العبد، وأنه هل من الممكن أن تصل درجة شدته
إلى أن يمنع العبد من ممارسة حياته بصورة طبيعية؟ فالجواب نعم، وخير مثال
على ذلك نبي الله أيوب عليه السلام، إلا أن ذلك لا يعتبر بحال من علامات
ضعف الشخصية، وإنما هو من أقدار الله المؤلمة التي أمر العبد أن يجتهد في
دفعها وعلاجها، مع ضرورة الصبر والرضا حتى لا يحرم الأجر والثواب. والذي
يجب على الإنسان المبتلى أن يفعله، إنما هو أن يصبر ويرضى عن الله ولا
يسخط على قضائه وقدره.
وثانيًا: أن يكثر من الدعاء والتضرع أن يرزقه الله الصبر وأن يدفع عنه هذا البلاء.
ثالثًا: أن يأخذ بأسباب العلاج التي تتناسب مع هذا البلاء.
رابعًا: لا مانع من أن يلتمس الرقية الشرعية من بعض الثقات لاحتمال أن يكون هذا البلاء سببه إما حقد أو حسد أو غير ذلك.
[/size][/size]